كم مرةً فكّرت في استثمار رأس مال لديك في الاستيراد، لكنّك تراجعت عندما تساءلت كيف استورد؟ فعلى الرغم من الربحية العالية للاستيراد وسرعة استرداد رأس المال، إلا أنّه عملية معقدة فيها الكثير من التفاصيل التي قد يؤدي إهمال أي منها إلى نتائج غير مرضية.
في هذا المقال سنأخذ بيدك لتبدأ أولى خطواتك نحو استيراد آمن وناجح، ونعطيك خطوات ستجعل منك مستوردًا ناجحًا يلجأ له الكثيرون لطلب النصح والإرشاد، فدعنا نبدأ بالخطوة الأولى.
1. كيف استورد …. قم بتحديد بلد التوريد
دعنا نفترض أنّ لديك صورة واضحة عن المنتج الذي تريد استيراده، وإن لم تكن هذه هي الحالة، فاسمح لي أن أطلب منك أن تزور مقالتنا التي نتحدث فيها عن كيفية اختيار المنتج الرابح الذي يعتبر أول عامل في نجاح تجارتك. لكن بفرض كنت تعرف ماذا تريد أن تستورد، فالخطوة التالية هي تحديد بلد التوريد.
فكيف تختار بلد التوريد؟
حسب التكلفة
السبب الرئيس للاستيراد من الخارج هي توفير التكاليف، فالعديد من المصنعين الأجانب يقدمون خدماتهم بأسعار تنافسية للغاية، لا سيما في البلاد التي يتم فيها إنتاج المنتجات عادةً بتكلفة منخفضة. ستسمح لك تكاليف التصنيع المنخفضة بشراء البضائع بكميات كبيرة بأسعار منخفضة، ما يجعلها لك كصاحب شركة ناشئة بدأت الاستيراد للتو وللشركات ذات الميزانيات المحدودة.
فالعامل الأول الذي عليك تقييم البلدان الموردة على أساسه هو تكلفة الاستيراد، وهنا يخطئ الكثير من المبتدئين، إذ يركز معظم المستوردون على تكلفة الشراء ناسين التكاليف الأخرى من تكاليف الشحن، وتكاليف الرسوم الجمركية.
على سبيل المثال من الممكن أن يكون تكلفة الشراء للمنتج الذي تريد استيراده من البلد “أ” هو 100000 أما من البلد “ب” فتكلف شرائه هي 110000، والرسوم الجمركية المترتبة بين بلدك المستورد والبلد “أ” تقدر بـ 10000، وتكاليف الشحن من أ إلى بلدك هي 20000، في المقابل هناك اتفاقية تجارية بين بلدك المستورد والبلد “ب”، ما سيعفيك من الرسوم الجمركية، وتكلفة الشحن من ب إلى بلدك تساوي 10000 فتصبح التكلفة:
تكلفة الاستيراد من أ: 100000+ 10000+ 20000= 130000
تكلفة الاستيراد من ب: 110000+ 0+ 10000= 110000
وبالمقارنة بين الحالتين ستجد أن الاستيراد من “ب” أوفر وأقل تكلفة من “أ”، لذا تأكد أن تأخذ كافة التكاليف بعين الاعتبار.
لا يفوتك الإطلاع على الدليل الشامل للاستيراد من الصين بالتفصيل.
تنوع المنتجات وجودتها وإمكانية التصنيع حسب الطلب
في مقال اختيار المنتج الرابح، ذكرنا أنه من أهم ميزات المنتج الرابح هي الحداثة والندرة، فاستيرادك لمنتج غير موجود في السوق ستمنحك ميزة تنافسية تدفع الزبائن لشراء منتجك.، وهذا من أهم الأسباب التي تدفعك للاستيراد من الخارج، لذا عند المفاضلة بين البلدان المصدرة انظر في مقدار التنوع والخيارات التي توفرها مصانع البلد المورد من إمكانية التصنيع حسب الطلب وإمكانية التعديل على مواصفات المنتج بما يتناسب مع حاجة السوق المستورد وميزانيتك.
2. كيف استورد … ابدأ بحثك عن موردين
في هذه الخطوة أصبحت تعرف المنتجات التي ترغب في استيرادها والبلد الذي ستستوردها منها، والخطوة التالية هي العثور على مورد يصنع المنتج الذي تخطط لتستورده ويمكنه تلبية طلبك.
بفرض وقع اختيارك على الصين، التي تتميز بانخفاض أسعارها وقدرتها على التصنيع بكميات كبيرة وحسب الطلب، والتسهيلات التي تمنحها الحكومة للتجارة الدولية، فيمكنك البدء بالبحث عن الموردين من خلال شركات مثل Alibaba و Global Sources و Thomas Register، أو من خلال شركات الخدمات التجارية (شركات مصادر التوريد).
وبفرض كنت في الصين أو تخطط لزيارتها يمكنك البحث بين الموردين في المعارض التجارية وبزيارة المصانع، لكن كيف تحدد إن كان هذا المورد مناسب، خاصة وأنّ الصين تمتاز بالتخصص في التصنيع، فتجد مدينة بكاملها تصنّع نفس المنتج؟
اقرأ أيضًا
أهم 8 خطوات عند التواصل مع الموردين في علي بابا
7 طرق لخفض تكاليف البضائع المستوردة من الصين
الاستيراد من اندونيسيا … دليل شامل
عوامل المفاضلة بين الموردين:
- المورد المناسب هو الذي يقدم خدمة عملاء ممتازة ويتميز بالسرعة في الرد (في حال كنت تستورد اونلاين)، فتجد آراء العملاء الذين تعاملوا معه تشيد به وبحرفيته وتعامله الجيد مع العملاء.
- المورد المناسب سبق وعقد صفقات توريد مع بلدك لنفس المنتج ولديه خبرة في شروط الشحن وقوانين الجمارك فيها.
- المورد المناسب مصنّع وليس شركة تجارية تعيد بيع البضاعة لك، فالمصنع يستطيع تصنيع المنتج بالمواصفات التي تريدها بسعر أفضل وإن كان سعر الشركة التجارية منخفض عنه فهناك مجموعة من إشارة الاستفهام حول الأمر تبدأ بجودة المنتج ومطابقته للمواصفات المطلوبة ولا تنتهي عندها ( لاحظ ان هناك بعض الحالات تجعل الشراء من الشركات التجارية هو الأفضل ).
- المورد المناسب يقدم وصفًا واضحًا للمنتج يغطي كل التفاصيل ولا يترك شيئًا غامضًا.
- المورد المناسب لا يمتنع عن إرسال عينات من المنتج وتقديم شهادات الجودة المطلوبة وخضوع البضاعة للفحص والتشييك.
- المورد المناسب لا يتأخر في تأمين جميع المستندات والوثائق الخاص بالشحنة واللازمة للتخليص الجمركي.
إذا وجدت موردًا يبدو جيدًا، فاطلب منه الفاتورة الأولية وادرس شروط الشحن والتسليم، فالاختلاف بين مورد يتحمل تكاليف الشحن ويضمن لك البضاعة حتى مرفأ البلد المستورد ومورد لا يضمن أبعد من مرفأ التوريد ولا يتحمل تكاليف الشحن يمكن أن يغيّر رأيك ويدفعك إلى اختيار الأول وإن كان سعره مرتفع مقارنةً بالثاني.
3. كيف أستورد … قم بحساب الرسوم الجمركية والضرائب
كما سبق وأشرنا، سعر شراء المنتج من المورد ليس العامل الوحيد الذي عليك النظر فيه عند دراسة جدوى الاستيراد، لكن كل ما قد تتكبده من تكاليف لقاء وصول الشحنة إليك، ومن أكبر هذه التكاليف هي الرسوم الجمركية، قد لا تستطيع حساب الرسوم الجمركية بنفسك وفي هذه الحالة أنصحك بسؤال مخلص جمركي موثوق أو الاستعانة بأحد المواقع التالية:
- حاسبة موقع SimplyDut التي يمكنك استخدامها لأي بلد في العالم من الرابط هنا.
- كذلك موقع easyship الذي يمكنك استخدامه لحساب الرسوم الجمركية من وإلى أي بلد في العالم على الرابط هنا.
- أو حاسبة الرسوم الجمركية والضرائب في البلد المستورد كتلك الموجودة في المملكة العربية السُّعُودية التابعة لهيئة الزكاة والضريبة والجمارك: على الرابط هنا.
حساب تكلفة المنتجات ورسوم الشحن بما فيها من تكلفة الحاويات أو تكلفة الاستعانة بشركة فحص أو شركة تعبئة وتغليف ورسوم المناولة وأخيرًا الرسوم الجمركية وأجر المخلص الجمركي، مجموعها سيساعدك على تقدير التكلفة الكاملة المتوقعة ودراسة لتقرر في النهاية إذا كانت هذه الصفقة رابحة أم لا.
ولا تنسَ أن عروض المورد ليست محفورة في الصخر ويمكنك ببساطة مفاوضته، وأن باب المفاوضة ليس مفتوحًا فقط على سعر البضاعة، بل على شروط كثير منها شروط الشحن وطريقة الدفع وشروط الضمان، وفي الواقع اختلاف هذه الشروط قد يغير الكثير. اجمع التكلفة الإجمالية لكل هذه الرسوم حتى تعرف ما يمكن توقعه من ربح.
من المفيد أطلاعك على مقالتنا: التفاوض مع الموردين .. على ماذا أفاوض؟
قبل ترتيب وتحميل شحنتك، يجب أن تطلب المستندات التالية من مورديك. لأنّها مطلوبة للتخليص الجمارك:
- الفاتورة التجارية لتوضح القيمة المعلنة لمنتجاتك
- قائمة التعبئة: لتوضح الحجم والوزن والكمية …
- البيان الجمركي: مستند يوضح منشأ البضاعة ومصدرها ونوعها وقيمتها وغيرها من العناصر المميزة للبضاعة صادر من دائرة الجمارك.
- بوليصة الشحن: وثيقة قانونية بين شاحن البضائع والناقل توضح نوع وكمية ووجهة البضائع المنقولة.
الشحن البحري هو الأنسب عندما تكون الشحنة كبيرة الحجم، إذا يمكنك بسهولة توفير ما بين 5-6 أضعاف مقارنة بالشحن عن طريق الجو.ومع ارتفاع أسعار الشحن، يعد النقل بالسكك الحديدية أيضًا خيارًا جيدًا.
4. تعرف على متطلبات وشروط الاستيراد في بلدك
بمجرد اختيار المورد الأنسب، عليك مراجعة اللوائح والقوانين الخاصة بالبلد المستوردة مرة أخرى للتأكد من استيفاء جميع الوثائق ومتطلبات الترخيص. من الضروري أيضًا التأكد من أن المنتجات التي تستوردها مسموح بها في بلدك وليست من البضائع المحظورة. على سبيل المثال، لا يُسمح بمنتجات مثل الخمور والسلع المقرصنة وبعض المواد الكيميائية والمقلدة في الإمارات.
في بعض الحالات، يمكنك الحصول على ترخيص أو تصريح للسماح باستيراد سلعة مقيدة في بلدك والفرق بين السلع المحظورة والسلع المقيدة أن النوعين ممنوعين من الاستيراد، إلا أنه يمكنك استيراد السلع المقيدة في حال حصلت على الترخيص.
كذلك تأكد من قوانين التعبئة والتغليف، ففي العديد من البلدان، يجب تعبئة البضائع المستوردة بطريقة معينة. والسبب في المقام الأول لمنع البضائع من التلف فقد تتعرض لظروف جوية قاسية أو أثناء التحميل والمناولة. والسبب الثاني للتأكد من محتويات ومكونات البضاعة. لذلك عند التخطيط للاستيراد، عليك الاحتفاظ بسجل لمتطلبات وسياسات التعبئة في البلدان التي تستورد منها.
في بعض الأحيان، يكون الطريق بين دولة وأخرى مباشرًا. في أوقات أخرى، تكون الطرق غير مباشرة، فترتفع مخاطر التأخير أكبر. لذلك، من الضروري أن تدرس مسار الشحنة ومحطات التوقف لتعرف إذا كان من المتوقع أن تواجه تأخيراً في التسليم أم لا.
بعد معرفة المسار وإمكانية التأخير، سيكون لديك خيار إلغاء الشحنة أو اتخاذ مسار مختلف. بالإضافة إلى ذلك، عندما تنتقل شحنة من بلد إلى آخر، فقد تمر عبر دول مختلفة في الطريق. في بعض الأحيان، قد تطلب هذه البلدان فحصًا، على الرغم من أن البضائع ليست مخصصة لها ولن تبقى فيها، فمن الضروري أن تتحقق من هذه القوانين مسبقًا أيضًا.
5. اعثر على وكيل شحن موثوق ومخلص جمركي
حصولك على وكيل شحن أمر بغاية الأهمية، فالشحنات البحرية الدولية تخضع لإجراءات معقدة تتضمن عددًا كبيرًا من القواعد واللوائح التي تختلف حسب البلد المستورد. وهذا يؤثر على التجارة الدولية اولضرائب المستحقة، التي تختلف من بلد إلى آخر. وبعض البلدان لديها أيضًا قيود مختلفة على حركة الواردات. إحدى الطرق للاستيراد بأيسر وأسهل طريقة هي الاستعانة بخبير، يعرف ويفهم القوانين والقيود الخاصة بالبلد المستورد.
في النقل البحري الدولي، هناك رسوم يتعين عليك دفعها مقابل الشحن البحري الدولي بالإضافة إلى رسوم الوصول: هي الرسوم المتعلقة بمناولة الحاوية في الميناء. وهذا يشمل، على سبيل المثال، تحميل وتفريغ الحاوية من السفينة ونقل الحاوية للتخليص الجمركي.
لتتجنب التعرض للخداع من وكيل الشحن، اسأل مسبقًا عن التكلفة المعتادة لشحنة كشحنتك والرسوم المتوقعة.
6. اضبط توقيت شحن بضاعتك
عندما تحجز شحنة، فهناك وقت تحتاج أن تصلك فيه لأن عملاءك يعتمدون عليك ويطلبون وصول منتجاتك في الوقت المناسب، ولن يكونوا سعداء إذا لم تصل المنتجات في الوقت المحدد أو كانت ببساطة غير متوفرة في المخزون. ومن الممكن أن تخسر عميلك للأبد إن توجه إليك ولم يجد ما يحتاجه فيذهب إلى منافسك. ومع ذلك، يمكن أن يمثل وصول الشحنة في الوقت المناسب تحديًا كبيرًا للعديد من أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم.
لتتجنب تأخر شحنتك، من المفيد أن تتعرف على أسباب تأخير الشحنات الأكثر شيوعًا وكيف يمكنك الاستعداد لها.
أسباب تأخير الشحنات الأكثر شيوعًا:
1. الأحداث غير العادية والعوامل الخارجية في عالم الشحن وعادات العملاء المتغيرة باستمرار
العوامل الخارجية مثل الطقس والقرصنة والحروب والحرائق والأحداث غير العادية والتي توصف بأنها “قوة قاهرة” كوباء Covid-19، قد تؤدي لتغير سلوكيات المستهلكين، ولسوء الحظ، يمكن أن يكون لها تأثيرات شديدة على الشحن البحري.
مثال آخر هو السفينة التي علقت في قناة السويس في مارس 2021. مع مرور حوالي 12 ٪ من التجارة العالمية عبر قناة السويس سنويًا، كانت القناة توفر أقصر رابط بحري بين آسيا وأوروبا. وقد أوقف الانسداد هذه التجارة لمدة أسبوع في نهاية شهر مارس.
لتحضير نفسك، تحقق من الطرق المختلفة للتنبؤ بسلسلة التوريد لتسهيل الاستعداد لمثل هذه الأحداث.
2. مشاكل الطرقات
قد تتأخر الشحنات بسبب تغييرات الجدول الزمني أو مشاكل المرور، خاصة عند استخدام النقل الداخلي. يحدث هذا بشكل خاص خلال مواسم الذروة مثل رأس السنة الصينية الجديدة أو موسم العطلات. فيتم إغلاق العديد من المصانع لأكثر من أسبوع خلال هذه الإجازات، مع عدم استئناف الإنتاجية الكاملة لمدة شهر تقريبًا.
لذلك، نوصي دائمًا بإضافة أيام إضافية في جدولك، خاصة خلال مواسم الذروة حيث يمكن أن يزداد الازدحام على الطرق وحول الموانئ أكثر من المعتاد.
3. مشاكل في الجمارك
في الشحن الدولي، هناك مستندات ووثائق ضرورية للتخليص الجمركي، في حال لم تتواجد وثيقة معينة أو كان هناك نقص أو تضارب في بياناتها وثائق معينة، قد تقوم السلطات بفحص شحنتك وستقوم بمزيد من عمليات التفتيش.
لتجنب مثل هذه المشاكل، تأكد من استكمال جميع الوثائق الضرورية ودقة بياناتها وملء جميع المعلومات الضرورية.
4. عدم التزام المورد بإنتاج البضاعة في الوقت المحدد
يزود المورّدون الشاحن بتاريخ من المفترض أن ينتهي فيه إنتاج البضاعة، فيخطط الشاحن للنقل وفقًا لذلك. ومع ذلك، قد لا تتم الأمور كما هو مخطط وينسى الشاحن إضافة مخزن مؤقت لمثل هذه التأخيرات المحتملة.
نصيحتنا هي أن تخطط دائمًا لتأخيرات الإنتاج. بهذه الطريقة، يمكنك منع المزيد من التأخير في نقل البضائع الخاصة بك.
5. تأخير بسبب الشحن
قد لا يتم شحن البضاعة على السفينة التي كان من المفترض أن تبحر عليها. يحدث هذا عندما يزداد الطلب ولا تكفي مساحة سطح السفينة لكافة الشحنات فيتم تأجيل بعضها، وغالبًا ما يحصل هذا في موسم الذروة.
لذا ننصحك أن تحدد مدى إلحاح شحنتك فتطلب الحصول على أولوية التحميل، والأهم تتجنب أوقات الذروة.
في النهاية، اجنبا على تساؤلك كيف استورد، وأصبح الطريق واضحًا بعض الشيء ولديك تصور عمّا يتوجب عليك التخطيط له. في مقالاتنا الأخرى تناولنا كل الخطوات المذكورة في هذا المقال بالتفصيل، ابتداءً بأهم المصطلحات الجمركية وحتى خطوات الاستيراد من البحث عن المنتج الرابح وحتى التفاوض مع المورد، لذا ننصحك بالمتابعة.